يقضي معظم أفراد الشعب المصري أغلب أوقاتهم مساء كل يوم خلال شهر رمضان في التنزه في الأماكن المختلفة خاصة الخيام الرمضانية لقضاء وقت لطيف خلال هذا الشهر الاستثنائي، ولكن هل تستمر هذه البهجة بعد مساء يوم السبت 5 سبتمبر الموافق 15 رمضان وبالتحديد عقب انتهاء لقاء مصر ورواند المصيري في كيجالي؟
في رأيي، ستتواصل أفراح المصريين بعد هذا اليوم بانتصار هام ومصيري خلال مشوار حلم المونديال بالرغم من كل الظروف والمشاكل التي يتعرض لها المنتخب وكان أخرها إصابة محمد بركات، أو حتى لظروف وقت إقامة المباراة في نهار رمضان.
ومبدئيا فإن مركز حراسة المرمى أمر محسوم تماماً لصالح عصام الحضري مع تحفظي الشديد لعدم ضم محمد عبد المنصف أو محمد صبحي تحسباً لأي غياب اضطراري للأول في أي لحظة مع تقديري للإمكانيات الفنية العالية للثنائي الهاني سليمان ومحمود أبو السعود إلا أن انعادم الخبرة الدولية لديهما قد تضعنا في مأزق في حال حدث للحضري أي مكروه لا قدر الله.
وفي الدفاع يحفظ هاني سعيد مكانه في مركز الليبرو، ومعه الثنائي وائل جمعة وأحمد سعيد "أوكا" والأخير هو الأجدر بالدفع به مع بداية المباراة حتى من قبل تعرض محمود فتح الله للإصابة، فمن جهة قدم اللاعب مباريات جيدة مع فريقه حرس الحدود منذ بداية الدوري، ومن جهة أخرى فإن المعلم قد يستخدمه ومعه وائل جمعة في تغير طريقة اللعب إلى 4-4-2 إذا تطلب الأمر ذلك أثناء اللقاء خاصة وأنهما يجيدان اللعب بهذه الخطة مع الأهلي والحرس.
وتأتي اختيارات خط الوسط لتمثل المشكلة الأعقد بالنسبة للمعلم لكثرة الجاهزين فيه، ومبدئياً فإن سيد معوض يحفظ مكانه في الناحية اليسرى، أم الناحية اليمني فأعتقد أن وجود أحمد المحمدي كأساسي في هذه المباراة قد يضيف الكثير لطريقة لعب المنتخب رغم تحفظي الشديد على مستواه في كل المباريات التي خاضها مع المنتخب، إلا انه ظهر بمستوى متميز جداً منذ بداية هذا الموسم.
اختيار المحمدي للعب على الناحية اليمنى لابد أن يتبعه مشاركة أحمد فتحي في وسط الملعب بجوار حسني عبد ربه، واختيار عبد ربه على حساب محمد شوقي يعود في الأساس لتفوق الأول من حيث القدرات الهجومية عنه في الأخير، أضف إلى ذلك أن فتحي وعبد ربه كثيراً ما كونا ثنائياً قويا سواء مع الإسماعيلي أو مع منتخب مصر للشباب الذي كان يقوده شحاتة من قبل.
أما خط الهجوم فسيدفع شحاتة فيه بمهاجم وحيد هو السيد حمدي الذي أثبت كفاءة كبيرة في أول مشاركة دولية له مع المنتخب في لقاء غينيا الودي ومن خلفه محمد أبوتريكة ومعه أحمد حسن اللاعب الأفضل في الدوري حتى الآن.
وسيشكل الثلاثي محمد شوقي واحمد عيد عبدالملك ومحمد بركات في حال تعافيه من الإصابة أوراقاً رابحة قد يدفع بأحدهم الجهاز الفني حسب سير اللقاء.
ربما تكون هذه التشكيلة هي الأقرب للمنطق ولكن في كل الأحوال فإن الجهاز الفني سيكون أكثر دراية وعلم بظروف كل لاعبيه قبل اللقاء ومن ثم سوف يكون الأجدر باختيار تشكيلة المباراة، ولكن لابد أن يعي المدير الفني للمنتخب أن هذه المباراة لا تحتمل أي نوع من المجازفة أو حتى تطبيق "فكر جديد"، فقط يكفيه تحفيز لاعبيه بالشكل المطلوب حتى نمر بسلام من هذه الموقعة الصعبة والخطيرة.
أخيراً، تعمدت أن أؤكد على تفاؤلي أن الشعب المصري سيقضي ليلة سعيدة بعد انتهاء لقاء رواندا يوم السبت 5 سبتمبر بفوز المنتخب المصري بمشيئة الله، إلا أنه وجب التنبيه أيضاً أن الشعب المصري قضى ليلة حزينة جداً في مثل هذا الموعد عام 1981 حينما أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قراره التاريخي باعتقال جميع القيادات السياسية والصحفية والدينية والطلابية بجميع انتماءاتها ومراكزها وأعمارها، وإغلاق كل الصحف غير الحكومية.
وربط البعض بعد ذلك بين هذه الاعتقالات وحادث المنصة الشهير الذي شهد اغتيال الرئيس السادات، والسؤال هنا ماذا سيكون مصير حسن شحاتة في حال حقق نتيجة سلبية لا قدر الله في لقاء رواندا؟
أعتقد أنه ربما يُغتال "فنيا"!
الجوكر