التراوى الجوكر خلاص فهم
كلمتى : الجنس : الشهرة : 22118 المستوى : 0 عدد المشاركات : 31 تاريخ التسجيل : 29/10/2009 العمر : 32 الموقع : قحافة
| موضوع: بنات الفنجرة الخميس نوفمبر 05, 2009 12:54 pm | |
| د. جمال عمره ست وستون سنة.. أستاذ بكلية الهندسة.. من أسرة ميسورة الحال بإحدي قري محافظة الغربية.. حاله مثل حال الكثيرين من أبناء جيله كان يحلم بالتفوق العلمي والأدبي والسفر إلي أوروبا.. فمنذ شبابه ويحلم بالسفر للخارج لاستكمال دراسته.. فما ان حصل علي الثانوية العامة والتحق بكلية الهندسة حتي راح يسابق الزمن للحصول علي البكالوريوس.. ففي كل عام يحصل علي تقديرات متقدمة حتي وصل للسنة النهائية ليجتازها ليحقق حلمه بالتعيين بالكلية لمواصلة دراسته العليا.. لكن سرعان ما تبدد الحلم عندما سبقه في التعيين أحد زملائه حصل علي تقديرات أكبر منه بفارق ليس كبيرا.. ولأن حلم الدراسات العليا دائما يسيطر علي الشاب.. ولأنه من أسرة ميسورة الحال.. فوالده من الأعيان يمتلك مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية ومزارع الماشية.. فسرعان ما قرر السفر لإحدي الدول الأجنبية مثل الكثير من الشباب ليعمل هناك ويستكمل دراسته.. حصل علي التأشيرة وتذكرة السفر ليستقل الطائرة التي تنقله إلي بلاد الفرنجة عازما ألا يعود للوطن إلا وهو يحمل الدكتوراة في الهندسة ويحقق بها حلمه. وفي بلاد الفرنجة تعرف علي احدي الفتيات الشقراوات وتنشأ بينهما علاقة عاطفية ويقرر الزواج منها لأن زواجه سوف يوفر له الكثير من المكاسب أهمها حصوله علي الإقامة الدائمة بالبلاد لزواجه من بناتها ومساعدته في الالتحاق بإحدي الجامعات لاستكمال دراسته وما ان صارحها برغبته في الزواج حتي وافقته لكنه فوجئ بأن محبوبته تصغره في السن ب 15 عاماً الأمر الذي يحول بين الارتباط بها من ناحية والالتحاق بالجامعة من ناحية أخري وبذلك تتبدد كل أحلامه ضرب أخماسا في أسداد فلم يجد أمامه سبيلا للخروج من أزمته سوي الاتصال بوالده يطالبه بارسال شهادة ميلاد له بسن أصغر من سنه ب 13 عاما حتي يستطيع الالتحاق بالجامعة.. توجه الأب لأحد موظفي صحة بلده ليستخرج له عدة شهادات ميلاد رسمية بسن أصغار وفي صندوق البريد أرسلهم للابن الواحدة بعد الأخري ليتأكد من وصولهم له. أيام قليلة ويتسلم الشاب شهادات الميلاد المزورة ويستخدمها ضمن مسوغات التقدم للجامعة بكلية الهندسة.. وفي نفس الوقت أسرع ليستخدم المستندات المزورة في الارتباط بمحبوبته الشقراء ثم يستخدمها أيضا في الحصول علي الإقامة الدائمة ببلاد الفرنجة. عاماً بعد عام والشاب يواصل ليله بنهاره ما بين العمل والدراسة تعاونه زوجته تشد من أزره وتوفر له المناخ المناسب لتحقيق حلمه حتي حصل علي الماجستير ويستأنف مشوار كفاحه في التعليم حتي حصل علي شهادة الدكتواة في إحدي التخصصات النادرة في علوم الهندسة.. وفي حفل كبير يتسلم شهادة الدكتوراة ويسرع بإرسال صور الحفل والشهادة لوالده مؤكدا له أنه بهذه الشهادة قد وضع قدميه علي أولي درجات سلم حلم حياته بأن يكون عضو هيئة تدريس بإحدي الجامعات المصرية.. وتمر الشهور ويفاجأ باتصال والده له يبلغه بإعلان بإحدي الصحف عن وجود وظائف خالية بكلية الهندسة التي تخرج فيها.. فيسرع بإرسال صور أوراقه ولأن تخصصه نادرا ولم يتقدم أحد لشغل ذلك التخصص وقبلت الجامعة أوراقه وأخطرته الكلية بفوزه بالوظيفة وتطالبه بتقديم أصول الأوراق والشهادات فيقرر العودة للبلاد لاستلام عمله كمدرس بكلية الهندسة ليعيش الحلم الذي طال بخياله وبعدما قدم الشاب أصول المستندات ومن بينها شهادة الميلاد المزورة عاد ابن الريف بعد غياب سنوات حاملا شهادته تتأبط ذراعه سيدة شقراء يقدمها لأسرته الريفية "ماجي" زوجتي التي كانت له في بلاد الغربة كل السند وتقام الاحتفالات بوصول ابن البلد الدكتور جمال.. أيام قليلة ويتوجه إلي الكلية أستاذا يجلس جنباً إلي جنب مع زملائه أبناء جيله الذين سبقوه في التعيين بالكلية لكنه سبقهم في حصوله علي درجة الدكتوراة ويواصل أبحاثه العلمية ويصبح أستاذا مساعدا ثم أستاذا. بعد مرور 26 عاما قرر الدكتور استخراج بطاقة الرقم القومي ولا يعلم أنه حان الوقت لاسدال الستار عن جريمته وكانت البداية للكشف عنها عندما توجه الدكتور إلي مصلحة الأحوال المدنية وبحوزته استمارة استخراج بطاقة الرقم القومي معتمدة من الكلية والجامعة التي يعمل بها وأرفق بها شهادة ميلاده المزورة التي سبق ان تزوج بها وتقدم بها للجامعة بالخارج ثم التعيين بالجامعة المصرية ولم ينكشف أمره فظن أن أمره لن ينكشف حتي جاءت المفاجأة عندما أدخل الأمين عبدالخالق الجوهري بيانات أستاذ الجامعة علي جهاز الحاسب الآلي ليكتشف أنه مواليد 1940 وليس 1953 كما هو مثبت بالاستمارة وشهادة ميلاده التي تقدم بها وعلي الفور أبلغ اللواء جمال حروج وكيل مصلحة الأحوال المدنية والعميد هاني الرفاعي مدير إدارة البحث الجنائي بالواقعة.. حيث راحا يراجعان أجهزة الحاسب الآلي فالمتهم أستاذ جامعي وليس مجرد شخص عادي وفي كل مرة يرد جهاز الحاسب مؤكدا ان البيانات المثبتة به وان شهادة الميلاد مزورة. تم اخطار اللواء مصطفي راضي مساعد أول وزير الداخلية والأحوال المدنية بتفاصيل الواقعة فاستدعي أستاذ الجامعة وقدم له عصير الليمون ليتعرف منه علي قصة حياته وكيف استطاع تحقيق حلمه وما ان فاجأه بواقعة التزوير حتي راح أستاذ الجامعة يتصبب عرقا وتغير لون بشرته ليتمتم بعبارات غير مفهومة. | |
|