التراوى الجوكر خلاص فهم
كلمتى : الجنس : الشهرة : 22118 المستوى : 0 عدد المشاركات : 31 تاريخ التسجيل : 29/10/2009 العمر : 32 الموقع : قحافة
| موضوع: الضرة الخفية الخميس نوفمبر 05, 2009 12:51 pm | |
|
| كل الناس يدخلون عش الزوجية الهادئ وهي دخلت سجنا مساحته عدة أمتار.. بدلاً من الصدق والصراحة والوضوح ارتدي زوجها منذ البداية قناع الغش والخداع.. تعمد إخفاء الحقيقة والتستر علي ماضيه.. لكن سرعان ما مرت السنوات الثلاث الأولي من حياتها الزوجية رزقا خلالها بطفلة صارت في عمر الزهور وانكشف المستور وكأن الأرض انشقت وخرجت من باطنها "ضرتها" كالزلزال دمرت حياتها المستقرة.. انطفأت شموع المودة والرحمة في عيون الزوج المخادع وانصاع وراء نصائح ومطالب زوجته الأولي شردها وطفلتها إلي طريق التشتت والضياع. لم تذق الزوجة المخدوعة منذ نعومة أظفارها حنان ورعاية الأبوة.. واختطف الموت والدها في ريعان الشباب تركها وأخوتها الصغار تتلاطمهم أمواج الحياة القاسية بين أحضان والدتهم التي لفظت الزواج واعتكفت علي تربيتهم بالصبر والدموع حتي ترعرعت وكبرت وعاشت الفتاة الحسناء تحلم بحياة الأحلام والآمال في كنف زوج يعوضها ما فات من حياة الحرمان والآلام.. كل ما فيها كان يجذب شباب الحي.. فعندما تظهر في شوارع المنطقة مرتدية جلبابها الذي يلتف حول قوامها الفارع ويفجر أنوثتها كانت تبدو كالغزال تلاحقها العيون من كل اتجاه ومكان ونظراتها لا تلمح سوي الأرض تنظر إليهم باللامبالاة فليس من بينهم من يحقق لها أمانيها وأحلامها حتي جاء اليوم والقسمة والنصيب يوم فوجئت بعمها يطرق باب مسكنها بصحبته عريس يكبرها بسنوات فاجأها ووالدتها بأنه رصد جمالها الهادئ منذ شهور ووقف علي تربيتها وتمسكها بالعادات والتقاليد من خلال تردده لزيارة أحد أقاربه جارهما في المسكن.. أغراها بدخله الوفير من عمله بإحدي الهيئات ورغبته الملحة لحياة الاستقرار الأسري.. استجابت لمطلبه جذبها إليه وقاره ورزانته وارتأت فيه الرجل الذي يحميها من غدر الأيام ويعوضها ما فات من حياة الحرمان ليضمهما عش الزوجية بين جدران شقة متواضعة بأحد الأحياء الشعبية اعتادت طاعته والعمل علي راحته ورزقا بطفلة في عمر الزهور. فجأة اقتحمت حياتها الزوجية المستقرة الهادئة رياح الشر والغدر والقسوة من زوجها.. اعتاد التقاعس عن الإنفاق علي حياتها المعيشية وفلذة كبدها والمبيت خارج مسكن الزوجية بزعم أنه في مأمورية عمل خارج المدينة واعتادت الالتزام فحفظته في ماله وعرضه.. وباءت كل محاولاتها معه بالفشل في العودة لحياة الاستقرار من أجل تربية ورعاية طفلتهما ومراعاة لظروفها الأسرية بعدما اختطف الموت والدتها وودعت فيها الأمومة ضحت بكل غال ورخيص من أجل تربيتها وأخوتها ورسخت في وجدانها وطباعها كيف تجوع ولا تتنازل لحظة واحدة عن كرامتها لم تجد آذاناً صاغية نهرها بغلظة وتحجر قلبه أمام طفلته تصرخ وتتلوي من الجوع مما دفعها إلي إقامة دعوي نفقة لها وللصغيرة أمام محكمة الأسرة.. وكانت المفاجأة التي لم تخطر علي بالها ولو للحظة واحدة.. ووقف محامي زوجها أمام منصة العدالة وانكشف المستور عندما قدم للمحكمة وثيقة زواج موكله وشهادات ميلاد لأطفاله الثلاثة من زوجته الأولي ودوت صرخات الزوجة المخدوعة بين جدران قاعة المحكمة في حالة هيستيرية التف حولها جمهور الحاضرين بالجلسة وهدأوا من روعها وراحوا يحملقون في ذهول في وجه الزوج المخادع وقد ارتسمت علي وجهه ابتسامة الغش والخداع. وعاد الهدوء للجلسة.. طلب الدفاع اثبات ان موكله يعول أسرته الأولي بهدف تخفيض مبلغ النفقة للزوجة المخدوعة وطفلتها البريئة.. احتدم النقاش بينهما عقب عودتهما إلي مسكن الزوجية وأمام قسوته وجبروته وقلة حيلتها رضخت لمطلبه القاسي في الانفصال بالطلاق وديا علي الإبراء والتنازل عن كافة حقوقها الزوجية مقابل استمرار اقامتها في شقة الزوجية لحضانتها وتربية طفلتها فلم يعد لها مأوي أو ملجأ بعد موت والدتها وتشتت أخوتها هنا وهناك بين مساكن الأقارب وأهل الخير. التحقت بالعمل بأحد المحلات التجارية لمواجهة أعباء المعيشة أمام النفقة التي لا تتجاوز مائة وخمسين جنيها ومر عامان كرست حياتها لتربية فلذة كبدها ضحية أب تناسي عاطفة الأبوة.. فوجئت برياح الشر وقد هبت من حولها من صاحب المنزل وأولاده أثاروا الرعب والفزع في قلبها وسط صرخات طفلتها لإجبارها علي ترك الشقة حصن الأمن والأمان لحياتها.. هرولت إلي مطلقها شكت له الأمر فوجئت به يقف مكتوف اليدين وتركها لقمة سائغة بين أنياب صاحب المنزل اقتحموا شقتها وهشم عظامها ركلاً بالأقدام وقام بطردها في الشارع ومازالت الضحية في طريق التشرد والضياع بين أحضانها فلذة كبدها |
| |
|